Sat, 28 مايو 2011
وراء كل تـربية عـظيمة معلم عظيم
حاورته – أمل الجهورية
جعل من المعلم العماني منطلقا لمؤلفاته، ومصدرا لأفكار متنوعة شكلت مائدة ثقافية وتربوية مهمة يجب أن يأخذ منها التربويون عموما، والمعلمون بشكل خاص زادهم الذي يعمل على الرقي بمداركهم وتطوير قدراتهم وإيجاد الحلول المناسبة لكل ما يقف في طريقهم، ويفسر الجوانب المبهمة لديهم .انه الدكتور رجب العويسي الذي يكشف لنا من خلال هذا اللقاء سر اهتمامه بالمعلم العماني ويقدم لنا جرعة تعريفية عن مختلف مؤلفاته التي يهديها للمعلم ويدعوه لقراءتها والاستفادة منها.اهتمامات
حاورته – أمل الجهورية
جعل من المعلم العماني منطلقا لمؤلفاته، ومصدرا لأفكار متنوعة شكلت مائدة ثقافية وتربوية مهمة يجب أن يأخذ منها التربويون عموما، والمعلمون بشكل خاص زادهم الذي يعمل على الرقي بمداركهم وتطوير قدراتهم وإيجاد الحلول المناسبة لكل ما يقف في طريقهم، ويفسر الجوانب المبهمة لديهم .انه الدكتور رجب العويسي الذي يكشف لنا من خلال هذا اللقاء سر اهتمامه بالمعلم العماني ويقدم لنا جرعة تعريفية عن مختلف مؤلفاته التي يهديها للمعلم ويدعوه لقراءتها والاستفادة منها.اهتمامات
حول سر اهتمام الدكتور رجب العويسي بالمعلم العماني يقول: ينبع ذلك من قناعة ذاتية بالدور الذي يقوم به المعلم في بناء المجتمع، والأثر الذي يمكن أن يتركه على صعيد بناء الإنسان وتحقيق التنمية والتطوير الاجتماعي وبث روح التطوير والتجديد في نفوس المتعلمين لتصبح ركائزا ثابتة ومنهج عمل يسعى لتحقيقه وبلوغ غايته كل من أحب وطنه وأخلص لأمته، ولثقتي بأن نجاح التعليم لن يتحقق إلا بنجاح المعلمين وقدرتهم على النهوض بالتعليم وتوفر المهارات والكفايات والقناعات لديهم بمسؤولياتهم المهنية، من خلال المقولة " وراء كل تربية عظيمة معلم عظيم "، تجربتي في الحياة عندما كنت في سنوات التدريس ساهمت في تشخيصي لسر المهنة ومتطلبات المعلم العماني وها أنا اليوم من المنادين بضرورة الانطلاقة من المعلم في كل توجه يرتقي بالتعليم، إن الآخذ بيد المعلم ليس مسؤولية وزارة التربية والتعليم وحدها بل هي مسؤولية وطنية على جميع مؤسسات الدولة على تفهمها وإدراك مسؤولياتها وعليها أن تفهم طبيعة المهنة وتضعها موضعها اللائق بها وقبل ذلك مسؤولية ذاتية على المعلم ذاته أن تتوفر له القناعة المهنية بها.
المؤلفات والأبحاث والدراسات
قدم الدكتور رجب العويسي مائدة ثقافية وتربوية للمعلمين وعنها قال العويسي : على مستوى الكتب الحالية (4) وعلى مستوى الدراسات فهناك أكثر من 10 دراسات والعشرات من المقالات التي تناولت جوانب عديدة في عمل المعلم، شملت العلاقات الإنسانية وأثرها في أدائه، ودافعية المعلم العماني وكيفية تحقيقها، والمعلم المبادر وكيف يمكن صناعته، وثقافة المعلم العماني وكيف يمكن أن تشكل رصيد نجاحه في مهنته، وظيفة التدريس وكيف يمكن أن يتعاطى معها معلم القرن الحادي والعشرين، والمعلم العماني ورؤية التطوير الاجتماعي، وتغيير قناعات المعلمين حول أولويات التطوير التربوي، والمعلم في إطار القانون وكيف يمكن غرس السلوك المهني في تحقيق أداء ناجح للمعلم، والمعلم العماني وفلسفة التطوير التربوي، وآليات ومقترحات في تطوير المعلم وآليات اختياره في يوم المعلم والمعلم المجيد وغيرها.وأضاف العويسي :أما على مستوى الكتب فهي أربعة إصدارات تناولت:
- الوعي القانوني للمعلمين وهو عبارة عن كتاب حديث يرصد الثقافة القانونية للمعلم والمعلم في إطار الوظيفة العامة وتقديم مقترحات في سبيل التربية القانونية للمعلمين.
- العوامل المؤثرة في أداء المعلم هدف إلى رصد العوامل المؤثرة في المعلم العماني المجيد الاجتماعية والثقافية والأسرية بأسلوب يعتمد على دراسة الحالة.
- الدور الثقافي للمعلم هو رصد للدور الثقافي المطلوب من المعلم في إطار تعزيز برامج التنمية المستدامة.
- تطوير المعلمين وتدريبهم بالسلطنة، سعى إلى بيان البناء الذاتي للمعلم والتطوير المهاراتي من خلال برامج التدريب والتنمية المهنية.
- الوعي القانوني للمعلمين وهو عبارة عن كتاب حديث يرصد الثقافة القانونية للمعلم والمعلم في إطار الوظيفة العامة وتقديم مقترحات في سبيل التربية القانونية للمعلمين.
- العوامل المؤثرة في أداء المعلم هدف إلى رصد العوامل المؤثرة في المعلم العماني المجيد الاجتماعية والثقافية والأسرية بأسلوب يعتمد على دراسة الحالة.
- الدور الثقافي للمعلم هو رصد للدور الثقافي المطلوب من المعلم في إطار تعزيز برامج التنمية المستدامة.
- تطوير المعلمين وتدريبهم بالسلطنة، سعى إلى بيان البناء الذاتي للمعلم والتطوير المهاراتي من خلال برامج التدريب والتنمية المهنية.
المعلم شغوف بالتطوير
يعد إنجاز هذه المؤلفات والدراسات أمرا ليس بالهين ويحتاج إلى جهد من الباحث وتعاون من قبل الفئات المستهدفة وعن مدى التفاعل الذي وجده الدكتور رجب العويسي من قبل المعلمين والوسط التربوي أشار قائلا : في كل الدراسات التي أنجزتها التي استهدفت في الأساس المعلم، تم التعامل معها من خلال لقاءات وحوارات تمت على مدى سنوات ماضية مع المعلمين في مختلف المناطق التعليمية، والتي أظهرت حقيقة أن المعلم العماني قادر على تغيير ذاته وبناء قدراته وشغوف بالتطوير والتجديد والتنمية ومستعد لتقبل النصح والتوجيه، وهو يعمل في إطار حرص منه وقناعة بأنه صاحب رسالة وليس صاحب وظيفة، وهو على قناعة بأن مهنة التعليم في الوقت الذي تعتبر فيه مهمة ممتعة شيقة إلا أنه تواجهها الكثير من التحديات والتي تتطلب من المعلم صبرا أقوى وذهنا أصفى وعملا حثيثا ورؤية طموحة تتطلب منه أن يعمل بلا كلل ويسعى بلا ملل وينتج بدون أن ينتظر الثواب من احد،،، ومع ذلك فإن المعلم العماني على قناعة بأن تحقيق مطالبه في الوصول بالمعلم إلى وضع مشرف يتطلب تكامل الجهود، وأن يكون النظر إلى موضوع المعلم على أنه قضية وطنية على جميع المؤسسات التعامل معها في إطار من الحرص والوعي والتفهم لمتطلباتها واحتياجات القائمين عليها.صوت المعلم والمجتمع
وذكر العويسي أنه من المهم أن يصل هذا النتاج للمعلمين وقال: لقد بذلت الوزارة الموقرة وعلى مدى السنوات الماضية جهودا كبيرة في إيصال صوت المعلم في المجتمع، وشجعت كل ما من شأنه أن يرقى بالمعلم علوا وشأنا في العالمين، ولذا أخذت الوزارة ومن خلال إصداراتها المتنوعة فرصة العمل على إيجاد متنفس للمعلم يمكن أن ينمي من قدراته ويوفر له رصيدا معرفيا وفكريا مناسبا، حيث قامت الوزارة بطباعة بعض الكتب، أما الكتب الأخرى فقد قمت بطباعتها بنفسي وأتمنى أن تحظى باهتمام المجتمع التربوي وأن تتخذ الوزارة الإجراءات المناسبة في رفد الحقل التربوي بها.
معايير المهنية
وحول مدى تقبل الفئة المستهدفة لمضمون ما قدمه الدكتور رجب العويسي من مؤلفات ودراسات أجابنا قائلا : طريقة معالجتي لموضوعات المعلم تناولت بالتنوع والجاذبية والإثارة التي تدخل في صميم عمل المعلم وتلامس واقعه وترتبط بممارساته اليومية التي بنيت في إطار من الشراكة والحوار المستمر مع المعلم وتلمس احتياجاته وجوانب القصور لديه، ومتطلباته في كل مرحلة من مراحل التطوير والتجديد، فكانت قريبة من المعلم العماني فكرا وأسلوبا ومنهجا وطريقة ومحتوى، وما أفرزته من مرئيات وتوصيات إنما جاء لشعور وقناعة ذاتية لدينا بذلك، فأنا من أكثر المؤمنين بإيجاد قانون للهيئة التدريسية وأول الداعين له وقد صرحت في مؤلفاتي بذلك وأن على الجهات المعنية بالدولة أن تعمل على مساندة جهود وزارة التربية والتعليم بشأن سن التشريعات المناسبة للمعلم كإطار عمل مستدام يعرف فيه المعلمون حقوقهم ومسؤولياتهم وحدود ومتطلبات المسؤولية.وأضاف قائلا : كما أنني من الداعين إلى تمهين التعليم وإعطاء رخصة للمعلم وأن تكون للمهنية معاييرها وأسسها التي تنطلق منها وتسير على هداها وبالتالي فإن المطلوب من الجهات المعنية بالتعليم وبشكل خاص مؤسسات التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم أن تعملا معا بشأن تقنين مدخلات النظام التعليمية من الكوادر البشرية المجيدة سواء في الالتحاق بكليات التربية أو من مخرجات كليات التربية والملتحقين بالتدريس، ناهيك عن ضرورة أن يمر المعلم لحين تعيينه بمراحل واختبارات حتى يتم التأكد من قدرته على القيام بدوره ومسؤولياته التعليمية وأن يكو ن ذلك وفق مراجعات دقيقة ومتواصلة سواء لمعايير القبول والالتحاق أو المعايير التي تضمن من المعلم أداءا فاعلا لمسؤولياته في بناء الوطن والأجيال.بالإضافة إلى أنني من أشد الناس تأكيدا على ضرورة إيجاد معايير جديدة لتقويم أداء لمعلم تختلف وبشكل كلي عما هو موجود حاليا من معايير وآليات تقويم للكفاءة، والتي لا ينطبق في 70% من بنودها على المعلم ومسؤولياته ومتطلبات دوره، والدور المعقود عليه نحو التربية والتعليم.
دور الجهات التربوية والإعلامية
في نشر هذه المؤلفات
في نشر هذه المؤلفات
المؤسسات التربوية والإعلامية تعد المرآة التي يجب أن تهتم بنقل هذا الجهد للآخرين وعن ذلك ذكر العويسي : مسؤولية بث الوعي والتوجيه المباشر وغير المباشر وإيجاد مساحات واسعة للحوار مع المعلم تتطلب تفعيل دور الإعلام الوطني في خدمة التعليم وبناء المعلم المجيد، ونشر الثقافة الايجابية التي تتيح للمعلم فرص المبادرة والتجديد وقد قدمت العديد من الأفكار والتشخيص لما ينبغي أن يقوم به الإعلام الوطني في سبيل إنجاح منظومة التواصل والشراكة مع التربية، وأما بشأن الإصدارات فقد أقول من المؤسف أننا في أحيان كثيرة لم نصل إلى المستوى الذي يقنعنا بما ينبغي أن تصل إليه رسالتنا للمعلم، وبالتالي فإن إيصال مثل هذه الأفكار للمعلم لا ينبغي أن تقتصر على إرسال الكتاب للمدرسة وانتهى الأمر إلى ذلك، فإن الكثير من الجوانب التي تمت الإشارة إليها من قبل المعلمين في لقاءات الوزارة مع المعلمين في الفترة الأخيرة أكدنا عليها في كتاباتي، ولكن للأسف الشديد نحتاج إلى آلية تضمن وصول هذه الإصدارات للمعلم واستلامها بيده، ومتابعته وإيجاد برامج مصاحبة لهذه الإصدارات تضمن دراستها وتحليلها من قبل المدارس والمعلمين وإدارات المناطق التعليمية، وبالتالي تشكيل لجان وفرق عمل تضمن الاستفادة القصوى من هذه الكتب والإصدارات وغيرها، كما أن إيجاد البرامج التنافسية المحفزة على القراءة والاطلاع والمتابعة عملية مهمة وهو ما أكدته في ضرورة ان يكون تقييم أداء المعلم في إطار طبيعة ومتطلبات المهنة والمهمة التي يقوم بها المعلم العماني، لذا فإن الأمل معقود على جميع مؤسسات الدولة في تشجيع هذه المبادرات وتضمينها ضمن منهجيات عملها والاستفادة من توصياتها .
خطط مستقبلية طموحة
خطط مستقبلية طموحة يسعى العويسي إلى تحقيقها في المستقبل القريب والبعيد حيث قال: المعلم جزء رئيسي في كتاباتي ولكن كتاباتي لم تقتصر عليه فشملت كل عناصر المنظومة التعليمية المؤثرة في المعلم كإدارات المدارس والمشرفين والمجتمع المحلي، ولكن فيما يتعلق بالمعلم فهناك كتاب سيصدر قريبا حول إدارة الحوار في التعليم تمت فيه الإشارة إلى قضية المعلم والحوار بشكل واضح وعملي، وهناك دراسة حول الشراكة مع المعلمين في تطوير التعليم وهي دراسة مسحية سوف يتم تنفيذها من خلال لقاءات ومناقشات في الفترة القادمة، وغيرها من الدراسات وفي المقابل هناك الكثير من المقالات والكتابات التي تصدر بين فترة وأخرى، وقد قمت بعمل مدونة إلكترونية تحمل عنوان " الفكر الايجابي" تحت الرابط (http://ejabeblog.blogspot.com ) وهي موجودة على الجوجل ( Google ) لتكون بمثابة حلقة وصل وتواصل مع المعلم وجميع التربويين والمثقفين في المجتمع، وتحظى المدونة بمتابعات واسعة لما تطرحه من موضوعات متجددة تهم التعليم والعمل التربوي بشكل عام سواء من داخل السلطنة وخارجها. وعطفا على النقطة السابقة الذكر في السؤال (6) أود الإشارة إلى أن خطتي هي إيجاد برامج تدريبية مصاحبة لهذه الإصدارات وحاليا أعكف على إعداد برنامج تدريبي للثقافة القانونية للمعلمين تضمن تدريسها في سياق عملي يمد المعلم بالكثير من المتطلبات والمهارات من خلال حقيبة تدريبية أقوم بإعدادها في هذا المجال واطمح إلى مساندتي في ذلك من قبل المؤسسات المعنية.
رسالة للمعلم العماني
وعبر صفحات "شباب عمان" وجه الدكتور رجب العويسي رسالة للمعلم العماني قال فيها : إن الدور الذي قام به المعلم العماني وعلى مر التاريخ وفي كل العصور أكثر من أن يذكر في صفحات أو تخلده الذكريات، وأن الإسهامات الحضارية التي قدمها المعلمون العمانيون لهي فرصة لتواصل مستدام نحو امتداد هذا الدور، وأن المعلم العماني اليوم أن يستلهم من فكر مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه حينما قال:" ولكن أهم ما يهمني أن الفت إليه انتباه القائمين بالتعليم هو أن يكونوا هم القدوة والمثال الطيب لتلاميذهم، وان يغرسوا في نفوس النشء تعاليم الدين الحنيف، ويربوهم على الأخلاق الفاضلة ويوقظوا في نفوسهم الروح الوطنية ليكوّنوا أجيالا من الشباب قادرين على الاضطلاع بمسؤولياتهم فإذا حملوا المشعل كانوا تواقين دوما إلى الأفضل، سباقين إلى المبادرة والإنتاج في العمل" ما ينير له الدرب ويؤكد له العزم على مسيرة البناء والتطوير والتجديد، وأن الإرادة الذاتية والولاء والانتماء من المعلم العماني لمهنته ووطنه كفيل له بمواصلة دوره وقيامه بمسؤولياته على أكمل وجه لا ينازعه في ذلك أحد من أصحاب الوظائف الأخرى، وفي الوقت نفسه لا يمس من قناعاته المهنية بالتعليم ورسالته أي طموحات أو رغبات في التطوير والتجديد في تحقيق ما يطمح إليه من مستويات عالية من التقدير والاهتمام من قبل وزارة التربية والتعليم ومن المجتمع وجميع مؤسسات الدولة المختلفة