قراءة – أمل الجهورية
تتعدد العلاقات الإنسانية داخل المجتمع بتعدد مجالات الحياة وتنوعها سواء أكان ذلك بين الأفراد بعضهم أو بينهم وبين هيئات الدولة المختلفة مما يحتم وجود قواعد قانونية تضبط هذه العلاقات وتنظمها تنظيما يحفظ للمجتمع الانتظام والاستقرار ويحقق المساواة والعدالة بين الأفراد.
فمسألة وجود قواعد القانون في أي مجتمع راشد مسألة حتمية ولن تكون هذه القواعد فاعلة ما لم تقترن بجزاء يطبق على الخارجين والمخالفين لها.وإن المعرفة القانونية ينبغي أن تعزز لدى الأفراد ثقافة الوعي بالحقوق والواجبات، وإن أهمية الثقافة القانونية بالنسبة للمعلم تكمن في قدرتها على مساعدته في تنظيم مستوى علاقاته مع الطلبة.
من هذا المنطلق صدر مؤخرا كتاب " الوعي القانوني للمعلمين " لمؤلفه الدكتور/ رجب بن علي بن عبيد العويسي حيث صدر الكتاب في طبعته الأولى عام 2011م عن مؤسسة دار الكتاب الجامعي في الإمارات ويقع في ثلاثمائة وسبع وعشرين صفحة من الحجم المتوسط ضمن ستة فصول والكتاب عبارة عن قراءة تحليلية معمقة في إطار منهجي حول دور القانون في تعزيز السلوك المهني الإيجابي..
أهمية الكتاب
والوقفة التالية مع مؤلف هذا الكتاب تكشف لنا أهميته وتبحر بنا بين أقسامه ومضامينه القيمة بداية حدثنا الدكتور رجب العويسي عن أهمية هذا الكتاب قائلا : العويسي أول مؤلف في سلطنة عمان يتناول هذا المفهوم في إطار المنظومة التعليمية، وهو موجه للباحثين والمعلمين والعاملين في حقل التعليم كما أنه يمكن أن يكون مرجعا مهما لمؤسسات التعليم العالي في تدريسه ضمن مساقات إعداد المعلمين في الجامعات والكليات نظرا لسلاسة عباراته وعمق طرحه ،وأضاف قائلا هذا الكتاب يعد أول مؤلف يتطرق لموضوع الوعي القانوني في البيئة التعليمية من خلال الوصف والتحليل والاستنتاج ،وهذا بطبيعة الحال يجعل الفائدة أعم وأشمل.كما أن التكنولوجيا الحديثة ساهمت في اتساع دائرة القوانين والتي تجعل من المعلم أكثر حرصا على الإلمام بها ودراسة أبعادها ونواتجها إلى جانب مراعاة ثقافة الطلاب الجديدة.
أهداف الكتاب
وعن أهداف هذا الكتاب أشار مؤلفه قائلا : يهدف هذا الكتاب إلى إيجاد الوعي والمعرفة القانونية لدى أعضاء الهيئة التعليمية والطلاب وأطراف العلاقة الأخرى بما ينعكس إيجابا على مستوى العملية التعليمية بأكملها، انتهاجا لضرورة قيام الدول بالتعريف بالقوانين والاتفاقات الدولية،هذا إضافة إلى تكوين وعي عام لدى أفرادها في جميع الجوانب المتعلقة بممارسات الفرد القانونية والأمنية والاجتماعية والتعليمية،ومن بين أساسيات الوعي العام،الوعي القانوني الذي يهدف إلى تعزيز ثقافة الالتزام والحس بالمسؤولية المهنية السلوكية لدى الأفراد.
مضمون الكتاب
أما عن مضمون هذا الكتاب فتحدث الدكتور رجب العويسي موضحا أن الإطار العام لمضمون الكتاب قد تناول ستة فصول بعد المقدمة والتمهيد العام:
حيث تضمن الفصل الأول :التربية القانونية للمعلمين في ميدان التعليم واهم ما تضمنه هذا الفصل هو نتائج البحوث والدراسات المتعلقة بالتربية القانونية للمعلمين والتربويين، أما الفصل الثاني فتناول التشريعات المهنية في سلطنة عمان في مجال التعليم وأهميتها وتطوراتها.
وعرض الفصل الثالث : للمعلم في إطار الوظيفة العامة من خلال تسلط الضوء على حقوق المعلمين وواجباتهم بسلطنة عمان ووظيفة المعلم في إطار قانون الخدمة المدنية، بينما تناول الفصل الرابع:الثقافة القانونية ومحددات تشكيلها لدى المعلمين ،وأهم محتويات هذا الفصل هو مصادر الثقافة القانونية للمعلمين وإبراز جهود وزارة التربية والتعليم في تعزيز الوعي القانوني ،وفي الفصل الخامس قدم المؤلف الدراسة الميدانية، الإجراءات والنتائج والتفسيرات.عرض من خلال هذا الفصل المهم التحليل الإحصائي لأداة جمع البيانات وتحليل النتائج إلى جانب أهداف الدراسة ووصف أداتها.
وكان الفصل السادس عبارة عن عرض لرؤية مستقبلية لتعزيز الوعي القانوني للمعلم، والذي تحدث فيه عن التصور المقترح في سبيل تعزيز منظومة الوعي القانوني للموظفين بالخدمة المدنية بشكل عام وموظفي وزارة التربية والتعليم بشكل خاص.
لا شك بأن هذا الكتاب إضافة مهمة في إثراء المكتبة العربية والعمانية التربوية بشكل خاص وهو إطار مرجعي مهم ينبغي أن تتوجه الجهود وتتكاتف من أجل تبني الكثير من الجوانب التي أشار إليها المؤلف، علما بأن المؤلف أحد المتابعين والممارسين في منظومة العمل التربوي ويشغل حاليا مدير مكتب متابعة وتقييم الأداء بوزارة التربية والتعليم.