تعد قضية التحصيل الدراسي في وقتنا الحاضر قضية شائكة
ذات أبعاد مختلفة تربوية واجتماعية واقتصادية وأمنية وسياسية، فهي
ليست مجرد قضية درجات يحصل عليها الطالب فحسب، وهي ليست قضية مدرسة
أو منطقة تعليمية فقط؛ إنها قضية مدرسة وبيت ومجتمع بل
لا أبالغ إن قلت بأنها قضية وطن وأمة، فهي ترتبط بحاضر
الأمة ومستقبلها ألا وهم الطلاب. لهذا فإن التعامل معها لا ينبغي أن يُنظر إليه
على أنه مجرد ترف؛ بل ينبغي أن يُنظر إليه كاستراتيجيه وطنية تتطلب تضافر
جهود كل قطاعات المجتمع ومؤسساته وأفراده للارتقاء بالمتعلمين إلى سلم
التفوق والتميز، ويمكن في ضوء تلكم الرؤى والخطط استثمار تلكم
الطاقات الكامنة والقدرات الإبداعية والإبتكارية الخلاّقة لدى طلابنا لبناء
عمان الحاضر والمستقبل. وفي هذا السياق أضع بين يدي القارئ الكريم
سبع وصفات لا أدّعي فيها الكمال أو بأنها وصفات سحرية، لعلاج ضعف التحصيل الدراسي
يمكن أن تتبناها المدارس وفق إمكاناتها وضمن خطة علمية مدروسة وبحسب احتياجات
الطلاب في كل مادة دراسية، - مع يقيني بأنها قاصرة في نفس الوقت عن معالجة
هذه القضية بصورة نهائية-، لكنها في تقديري
أيضا سوف تكون أساس انطلاقة أي مشروع تربوي اجتماعي للارتقاء بالمستوى
التحصيلي للطلاب. أهداف المشروع: 1- تحديد مسارات واضحة لأجل رفع المستوى التحصيلي للطلاب.
2- بيان بالأدوار المطلوبة من جميع عناصر المنظومة التعليمية تحقيقها لرفع المستويات التحصيلية للطلاب.
3- توضيح أهمية تفعيل دور الأسرة في رفع المستوى التحصيلي للطلاب.
4- التأكيد على أهمية بناء خطط مدرسية لرفع المستويات التحصيلية من خلال الاعتماد على الدراسات العلمية والتشخيص الواقعي للأسباب والمسببات.
5- التركيز على أهمية الاستفادة من الخبرات العملية والدراسات المشتركة بين مختلف شرائح العمل التربوي بالمدرسة.
6- الوقوف على أهم التجارب الناجحة والفاعلة الفردية والجماعية في الحقل التربوي بالمناطق التعليمية واستثمارها بشكل أوسع. 7- التأكيد على أهمية التخطيط اليومي للمعلم والحرص على الانتقاء في اختيار الواجبات البيتية.
8- تفعيل إستراتيجية التقويم المستمر المستخدمة من خلال إستراتيجية وضع الأسئلة
أو غيرها من أدوات التقويم الأخرى. أهمية المشروع تأتي أهمية المشروع
من اعتباره مشروعا وطنيا نوعيا، هدفه الارتقاء بمستويات الطلبة والطالبات للوصول
إلى مزيد من التفوق والتميز. وإثارة التنافس ودافعية الإنجاز بين جميع المدارس في
المناطق التعليمية للوصول إلى مراكز متقدمة ونتائج مرموقة ، وإتباع وابتداع
أساليب وإجراءات عملية متطورة تسهم في رفع المستوى التحصيلي للطالب ، وتبني مشاريع
تربوية ناجحة وذات فاعلية في سبيل تحقيق ذلك. محاور المشروع:
1. التشخيص العلمي لظاهرة الضعف التحصيلي
2. الخطة الإستراتيجية التنفيذية 3. ورش العمل الهادفة
4. الشراكة المجتمعية الفاعلة 5. التنويع في طرح الأسئلة
6. توظيف الواجبات البيتية 7. تغيير القناعات نبذة عن محاور المشروع وآلية تنفيذها:
· التشخيص العلمي الدقيق لظاهرة ضعف التحصيل الدراسي في كل مادة دراسية .
ويتم ذلك من خلال قيام المعلمين في كل مادة باستخدام أدوات علمية تسهم
بشكل كبير في تحديد موطن المشكلة ومحاولة إيجاد العلاج المناسب
لتك الظاهرة بما يتناسب مع حدود المشكلة بهدف احتواءها، ومن الأساليب لتي يمكن
استخدامها ما يأتي:( استبانات، مقابلات، ملاحظة، تقارير،
الملفات المحقبة للطلاب، تحليل الوثائق). · الخطة الإستراتيجية التنفيذية الفاعلة،
وتتم في ضوء ما يتطلبه الواقع وأولويات حل المشكلة، وبحسب الظروف والإمكانات المناسبة،
ومتطلبات الطلاب في تلك الفترة الزمنية، كما يمكن في سبيل تحقيق ذلك استغلال
الفترات الصباحية والمسائية لتنفيذ حصص التقوية الموجهة والتي تكون على شكل ورش
عمل أو حلقات نقاش أو إعداد تقارير أو حل مشكلات بشكل يخرجها عن صورتها المعهودة
والمملة إلى صورة أفضل تتحدد من خلال رغبة الطلاب وقناعتهم بها، وفي نفس الوقت تعطي
انطباعا إيجابيا للطالب بأهمية مثل هذه الحصص، وأهمية استثمارها. ولا شك فإن تحقيق
أو تنفيذ هذه الإستراتيجية منوط بمدى قناعة المعلم ورغبته الصادقة في النهوض بمستويات طلابه،
ومحاولته الجادة والمستمرة إلى إيجاد وابتداع الأفكار الجديدة التي تسهم في وضع هذه الخطط
موضع التطبيق ونقلها من عالم التنظير إلى عالم الحقيقة والواقع. · ورش العمل الهادفة، بين معلمي
المادة الواحدة، وبمشاركة أطراف خارجية من معلمي المدارس الأخرى أو من هيئات تربوية
واستشارية.كما يمكن أن تتنوع فتراتها الزمنية بين الحصة الواحدة أو اليوم الواحد ويمكن أن
تستمر لأكثر من يوم، بحيث يتم تبادل الأفكار والآراء بين المجتمعين لإيجاد الحلول الناجعة
لنفس الهدف، ويمكن من خلال تلك الورش الهادفة قيام المعلمين في المادة الواحدة بعرض
أعمالهم وتجاربهم العملية الناجحة في هذا الشأن أمام بقية معلمي المادة والمواد الأخرى.
· التواصل مع أولياء الأمور الطلاب، وذلك من خلال توجيه رسائل هادفة إلى أولياء الأمور
بجوانب الضعف لدى أبنائهم والمواد التي يوجد بها تدني في المستوى التحصيلي والتقدير
أو الدرجة التي حصل عليها الطالب، وما الدور التي تقوم به المدرسة في متابعة الطلاب،
وما الدور المنوط بولي الأمر في هذا الجانب، مع العلم بأن طبيعة الخطاب الموجه لولي الأمر
يختلف باختلاف نوعية الموضوع، فتارة قد يكون على هيئة رسالة يوجهها الطالب لولي أمره،
وتحمل في عباراتها شيء من العتاب على موقف ولي الأمر من الطالب وقلة متابعته
لابنه في المدرسة أو الفصل الدراسي، ويمكن استخدام أساليب نوعية عديده في هذا الجانب ·
التنويع في طرح الأسئلة لتشمل طرح أسئلة تخاطب القدرات العقلية المختلفة للطالب
سواء في التفاعل اللفظي في الموقف التعليمي أو الاختبارات القصيرة. · المتابعة الدقيقة
والعلمية للواجبات البيتية للطلاب، ويتم هذا الجانب من ناحيتين هما: الأولى/ الاختيار
الدقيق لأسئلة الواجب البيتي وانتقائها بشكل يتناسب وحاجات الطلاب، وثانيهما/ التصحيح
الدقيق والمتابعة المستمرة للواجبات البيتية من قبل المعلم. ·
تغيير القناعات ( الإيجابية في الحياة، التفاؤل، التفكير الإيجابي، التخطيط للمستقبل،
البعد عن الإيحاءات السلبية، الاستفادة من الفشل لتحقيق النجاح، إن مع العسر يسرا،
لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك..)
ويتم ذلك من خلال اختيار المدرسة لنوعية البرامج التوعوية التي تركز على بناء الثقة بالنفس
وصناعة التفكير الإيجابي، وتفعيل دور الإرشاد النفسي والاجتماعي داخل المؤسسة التعليمية،
وعدم الاقتصار على حل المشكلات الموقفية والانطلاق نحو بناء فكر إيجابي قائم
على أسس الثقة والإيجابية والابتعاد عن الإيحاءات السلبية، والتخطيط الجيد في تحديد
مسارات الأنشطة التعليمية بحيث تعمل على تعزيز أدوار الإرشاد النفسي. النتائج المتوقعة
من المشروع: إن هذا المشروع بما يشتمل عليه من أهداف ومحاور سوف يعمل على ما يأتي:
1. التأكد من وعي الحقل التربوي لهذه المحاور وقدرته على تطبيقها بل والتـنافس بين المدارس
في التفوق والتميز من خلال تطبيق هذه التوجهات التربوية النوعية.
2. من خلال نتائج ومستويات الأداء المتوقعة تتضح الرؤى وتوضح المسالك
لرؤية مستوى الوعي والانجاز الذي وصلت إليه المدارس في مجال التطوير التربوي، بالإضافة
إلى تحقيق المعرفة المتكاملة للطالب باعتباره محور العملية التعليمية التعلمية.
3. تثبيت عناصر العملية التعليمية لدى المدارس واستيعاب مفرداتها بحيث تصبح قادرة
على استيعاب المستجدات الحديثة في العملية التعليمية التعلمية وما تتطلبها
من استراتيجيات في التدريس وتطوير في المناهج وعلاقة المدرسة بالمنزل .
4. تعزيز ثقافة التعلم الذاتي للطالب والتقييم والرقابة الذاتي للمعلم والإدارة المدرسية
5. تنمية التفكير العلمي والتفكير الناقد وتوسيع فرص الحوار والمناقشة والتساؤلات ومجالات التعلم التعاوني.
6. الوقوف على نتائج دقيقة حول المستوى التحصيلي للطلاب وأساليب علاجه في المدارس.
7. تشجيع المعلمين على ابتكار مشاريع وبرامج علاجية للارتقاء بالمستوى التحصيلي .
8. تقديم تغذية راجعة للمدارس من خلال نتائج المشروع.